
في حديث صريح يعكس رؤيته العميقة للتنس وتطوره، أكّد الأسطورة رافاييل نادال أن جوهر اللعبة لا يزال قائمًا على الحدس والبصيرة، رغم التحولات الكبيرة التي يشهدها العصر الحديث.
بالنسبة له، فإن التنس الحقيقي لا يُختزل في بيانات وإحصائيات، بل في إحساس اللحظة وصوت الغريزة داخل الملعب.
يقول نادال: "ما زلت أؤمن بالحدس، وليس باللعب كالروبوت. تحدثت عن هذا مع فيدرر، ولم يكن يحب وجود فائض من المعلومات."
بهذه الكلمات اختصر روحًا واحدة جمعته مع منافسه وصديقه روجر فيدرر؛ كلاهما آمن بأن اللعب يجب أن يصدر من القلب، لا من خوارزميات.
ويعود نادال ليضع عصره في سياقه التاريخي، مشيرًا إلى حقبة بيت سامبراس صاحب الـ14 بطولة غراند سلام: "جئنا من عصر سامبراس… ومن المنطقي بشريًا أن يظن أحد من جيلنا أنه وصل للحد الأقصى إذا حقق هذا الرقم. لكننا، لأننا كنا ثلاثة وليس اثنين، لم يكن لدينا وقت للاسترخاء."
هؤلاء الثلاثة — نادال، فيدرر، وديوكوفيتش — شكّلوا ما يسميه كثيرون “العصر الذهبي للتنس”.
ويعبّر نادال عن جوهر تلك المرحلة بقوله:
"كانت المطالب في تحطيم الأرقام القياسية. لم نتوقف أبدًا عن دفع بعضنا البعض للقمة. كنا دائمًا نصل إلى المراحل النهائية ونقاتل من أجل أهم البطولات. لا أعتقد أن شخصًا واحدًا كان قادرًا على ذلك."
بالنسبة لنادال، التنس لم يتغير جذريًا، لكن وتيرته ومقوماته تطورت: "العالم يتطور… اللاعبون الآن يضربون بقوة أكبر ويقدمون بقوة أكبر."
ومع ذلك، يرى أن الإبداع والحدس يجب أن يبقيا في قلب اللعبة، لأن الإحصائيات — مهما كانت دقيقة — لا تستطيع أبدًا التنبؤ بما يشعر به اللاعب لحظة اتخاذ القرار.
كلمات نادال ليست مجرد رؤية فنية، بل شهادة من أحد أعظم من لمسوا المضرب. رسالة تؤكد أن عظمة التنس ليست في سرعة الإرسال، ولا في قوة الضربة فقط، بل في الذكاء، الحس، والروح التي لا يمكن لروبوت أن يمتلكها.