قبل أيام من انطلاق بطولة الملوك الستة للتنس (Six Kings Slam) في العاصمة السعودية الرياض، يعيش النجم الإسباني كارلوس ألكاراز حالة من التركيز العالي والحماس اللافت استعدادًا لخوض التحدي من جديد.
فبعد خسارته في نهائي النسخة الماضية أمام الإيطالي جانيك سينر، يبدو أن اللاعب الشاب عازم على العودة بقوة هذا العام للثأر واستعادة مكانته كبطل محتمل للنسخة الثانية.
قضى ألكاراز يوم العيد الوطني الإسباني في ملعب التدريب بمدينة مورسيا، حيث ظهر في جلسات مغلقة برفقة مدربه خوان كارلوس فيريرو وفريقه الفني، وركّز بشكل خاص على اللياقة البدنية والضربات الخلفية العميقة، إضافة إلى تدريبات خاصة على الإرسال السريع وتغيير الإيقاع خلال التبادلات الطويلة.
الهدف من هذه الحصص المكثفة هو الوصول إلى أعلى جاهزية ممكنة قبل التوجه إلى الرياض، لا سيما أن البطولة تأتي في وقت متأخر من الموسم حين يعاني معظم اللاعبين من الإرهاق الذهني والبدني.
كما واصل اللاعب الشاب تدريباته الذهنية باستخدام تقنيات التركيز البصري ومتابعة النقاط عبر الفيديو، وهي أساليب حديثة أصبحت جزءًا من برنامجه التحضيري منذ بداية العام.
ألكاراز لا يخفي رغبته القوية في تعويض خسارته السابقة في نهائي النسخة الأولى من البطولة أمام سينر، وهي الهزيمة التي تركت أثرًا نفسيًا لديه رغم كونها في بطولة استعراضية.
فهو يرى أن لقب “الملوك الستة” يحمل رمزية خاصة في عالم التنس الحديث، إذ يجمع بين العراقة الرياضية والطابع العالمي الذي ترسخه السعودية في بطولاتها الجديدة.
من خلال حديثه لوسائل الإعلام الإسبانية، أكد ألكاراز أنه ينظر إلى هذه البطولة كـ"فرصة ثانية" لإظهار تطوره خلال الموسم الحالي، وأنه يسعى إلى تقديم أداء يليق بمكانته كأحد أبرز نجوم الجيل الجديد، خصوصًا في مواجهة أسماء مثل دجوكوفيتش وسينر وزفيريف.
من الملاحظ أن ألكاراز يعمل هذا الموسم على تطوير الجوانب التكتيكية في لعبه، بعد أن كانت القوة البدنية والمهارة الفنية أبرز نقاطه في المواسم السابقة.
ففي تدريباته الأخيرة، ركّز المدرب فيريرو على تنويع الإيقاع وتخفيف الاعتماد على الضربات القوية من الخط الخلفي، مقابل زيادة الاعتماد على اللعب الشبكي السريع والهجمات المركبة التي تفرض ضغطًا ذهنيًا على الخصم.
اللاعب نفسه بدا أكثر نضجًا في تعامله مع الضغط، إذ أصبح أكثر هدوءًا في المواقف الحرجة، وهي السمة التي اعتبرها فريقه “التحول الأهم” في أدائه هذا الموسم.
بعيدًا عن الجانب الفني، يُتوقّع أن يشكّل وجود ألكاراز إضافة ضخمة من الناحية الإعلامية والتسويقية للبطولة.
فهو يُعتبر من أكثر اللاعبين جذبًا للجماهير حول العالم، خاصة لدى الفئة الشابة التي تتابعه كرمز للطموح والسرعة والتطور.
وجوده إلى جانب دجوكوفيتش وسينر يجعل من البطولة حدثًا استثنائيًا يُعيد رسم خريطة التنافس بين الأجيال المختلفة في عالم التنس.
من المنتظر أن يتوجه ألكاراز إلى السعودية في الأيام القليلة المقبلة، بعد انتهاء معسكره في مورسيا مباشرة، على أن يخوض أولى حصصه التدريبية في ملعب ANB Arena قبل يومين من بدء المنافسات.
وبحسب المقربين منه، فإن اللاعب متفائل جدًا بأدائه ومستعد لخوض “بطولة استثنائية” أمام جمهور جديد متعطش لمشاهدة نجوم اللعبة عن قرب.
كارلوس ألكاراز يدخل بطولة الملوك الستة هذا العام بوجه مختلف: أكثر نضجًا، أكثر حماسًا، وأقرب من أي وقت مضى لتحقيق اللقب الذي أفلت منه العام الماضي.
ومهما كانت النتائج، فإن حضوره في الرياض يمثل رمزًا لجيل جديد من أبطال التنس الذين يجمعون بين الموهبة والإصرار وروح المنافسة، في بطولة تجمع العالم على أرض واحدة... الرياض.