حطّ النجم الإيطالي جانيك سينر رحاله في العاصمة السعودية الرياض استعدادًا للمشاركة في النسخة الثانية من بطولة الملوك الستة للتنس (Six Kings Slam)، وسط أجواء حماسية وترقّب جماهيري كبير.
يأتي وصوله وهو يحمل على عاتقه مهمة الدفاع عن لقبه الذي حققه في النسخة الأولى من البطولة العام الماضي، بعد فوزه المثير على الإسباني كارلوس ألكاراز في النهائي.
ما إن وصل سينر إلى مطار الملك خالد الدولي حتى كان في انتظاره جمع من الجماهير السعودية والعربية من محبي التنس، الذين اصطفوا حاملين الأعلام الإيطالية واللافتات التي تحمل صور اللاعب وشعارات التشجيع.
وقد أُقيم له استقبال بسيط وأنيق، قُدمت فيه باقة ورد ترحيبية، فيما حرص سينر على التوقف لتحية الجماهير والتقاط الصور معهم وتوقيع القمصان والمضارب التذكارية.
اللافت في المشهد كان التفاعل الكبير من المعجبين الصغار، الذين عبّروا عن سعادتهم بقدوم النجم الشاب إلى المملكة، في دلالة واضحة على الشعبية الواسعة التي يحظى بها داخل الأوساط الرياضية السعودية، خصوصًا بعد تألقه في الموسم الماضي الذي شهد تتويجه بعدة ألقاب كبرى.
سينر بدا في معنويات مرتفعة خلال تصريحاته الأولى بعد الوصول، مؤكدًا أنه يشعر بـ“سعادة خاصة” للعودة إلى الرياض، المدينة التي شهدت تتويجه الأول في هذه البطولة المرموقة.
وأشار إلى أنه استعد بشكل مكثف خلال الأسابيع الماضية، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية، بهدف تقديم مستوى يليق بمكانة الحدث الذي بات واحدًا من أكثر البطولات الاستعراضية متابعة على مستوى العالم.
ويُنتظر أن يبدأ تدريباته الميدانية على ملاعب ANB Arena خلال اليومين المقبلين، بمشاركة مدربه وفريقه الفني الذي رافقه في الرحلة من إيطاليا، وسط اهتمام إعلامي كبير من القنوات والصحف المحلية والعالمية.
من الواضح أن جانيك سينر أصبح أحد أبرز الوجوه المحبوبة في عالم التنس الحديث.
فشخصيته الهادئة وأداؤه المتزن في الملعب جعلاه محبوبًا لدى الجماهير في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يفسر الالتفاف الكبير حوله منذ لحظة وصوله إلى الرياض.
كما أن طريقة تفاعله اللطيفة مع المعجبين — سواء عبر التوقيعات أو الابتسامات البسيطة — عززت صورته كنجم متواضع رغم مكانته العالية في اللعبة.
الرياض بالنسبة لجانيك سينر ليست مجرد محطة جديدة في جدول بطولاته، بل مكان يحمل ذكرى أول تتويج له في بطولة الملوك الستة، والتي كانت نقطة تحول في مسيرته وشهدت بداية تألقه العالمي.
اليوم، يعود إلى المكان ذاته أكثر نضجًا وثقة، محاطًا بدعم جماهيري متزايد، ومتحفزًا لتكرار الإنجاز في نسخة أكثر تنافسية تضم نخبة من نجوم التنس العالميين مثل دجوكوفيتش، ألكاراز، وزفيريف.
تحديات سينر هذا العام لن تكون سهلة؛ فالمستوى الفني للمشاركين مرتفع للغاية، والجدول الزمني المكثف يتطلب لياقة واستعدادًا ذهنيًا من الطراز الرفيع.
ومع ذلك، فإن اللاعب الإيطالي المعروف بثباته وقوته الذهنية، يُنظر إليه كأحد أبرز المرشحين للاحتفاظ باللقب، خاصة في ظل قدرته على اللعب تحت الضغط وإتقانه للتعامل مع المواقف الصعبة.
وصول جانيك سينر إلى الرياض شكّل لحظة مميزة لعشاق التنس في المملكة والمنطقة، ومؤشرًا على ما ينتظرهم من منافسات مشتعلة وأجواء عالمية في بطولة باتت تُعد من الأحداث البارزة في موسم الرياض الرياضي.
سينر اليوم ليس مجرد ضيف في البطولة... بل ملكٌ عائدٌ إلى عرشه، والجميع بانتظار ما إذا كان سيحافظ على تاجه أم سيتنازل عنه لأحد “الملوك” الجدد على أرض الرياض.