مع اقتراب انطلاق النسخة الثانية من بطولة الملوك الستة للتنس في الرياض، برز جدل واسع في الأوساط الرياضية حول آلية توزيع الأدوار والمقاعد بين اللاعبين المشاركين
خصوصًا بعد أن قررت اللجنة المنظمة منح نوفاك دجوكوفيتش وكارلوس ألكاراز تأهلاً مباشرًا إلى نصف النهائي دون خوض مباريات الدور الأول، بينما لم يُمنح جانيك سينر — حامل اللقب في النسخة الأولى — الامتياز ذاته.
هذا القرار أثار تساؤلات حول المعايير التي استندت إليها اللجنة في تحديد التوزيع، إذ يرى كثير من المحللين أن منح الأفضلية للاعبين بناءً على الشهرة العالمية أو القيمة التسويقية يُقلل من أهمية الإنجاز الرياضي، خاصة في بطولة تحمل رمزية "الملوك الستة" حيث يُفترض أن يتساوى الجميع في المنافسة.
البعض دافع عن القرار معتبرًا أن البطولة استعراضية بطبيعتها، وليست خاضعة لأنظمة اتحاد لاعبي التنس المحترفين (ATP)، مما يجعل التنظيم أكثر مرونة في ترتيب المباريات لتحقيق توازن بين الجاذبية الجماهيرية وجدول البث.
فوجود أسماء بحجم دجوكوفيتش وألكاراز في أدوار متقدمة يضمن مشاهدات أكبر، خصوصًا أن البطولة تُبث حصريًا عبر منصة Netflix لجمهور عالمي.
لكن في المقابل، يرى آخرون أن مثل هذه القرارات تضرّ بمصداقية البطولة على المدى الطويل، لأنها قد تُفسّر على أنها "عرض تسويقي" أكثر من كونها منافسة حقيقية، وهو ما يُضعف مكانة البطل الفعلي ويؤثر على هيبة الفوز.
تُعد بطولة الملوك الستة من أعلى البطولات في العالم من حيث العوائد المالية، إذ يحصل كل لاعب على 1.5 مليون دولار بمجرد المشاركة، فيما تصل جائزة الفائز إلى 6 ملايين دولار، وهو رقم غير مسبوق في بطولات التنس.
هذا الحجم من المكافآت أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية لبعض اللاعبين: هل يشاركون لأجل المنافسة والإنجاز الرياضي، أم أن الدافع الأساسي هو الجانب المادي والترويج الشخصي؟
إلا أن العديد من المتابعين يرون أن ارتفاع الجوائز المالية جزء من رؤية السعودية لجعل البطولة حدثًا عالميًا يوازي كبرى الفعاليات الرياضية في العالم، كما يعكس القدرة التنظيمية والاقتصادية المتنامية للمملكة في استضافة بطولات النخبة.
بعيدًا عن الجدل، يرى محللون أن بطولة الملوك الستة أصبحت أكثر من مجرد حدث رياضي؛ فهي تمثل واجهة تسويقية واستثمارية ضمن مشروع أوسع لتوسيع نفوذ المملكة في الرياضة العالمية.
من خلال تنظيم حدث يجمع نخبة لاعبي العالم تحت سقف واحد في الرياض، تُثبت السعودية حضورها في الساحة الرياضية كقوة جديدة تنافس المراكز التقليدية مثل لندن وملبورن وباريس.
وبالرغم من الجدل الدائر حول العدالة في توزيع الأدوار، تظل بطولة الملوك الستة للتنس حدثًا فريدًا يجمع بين الإبهار الرياضي والابتكار التسويقي.
فالخط الرفيع بين الترفيه والمنافسة هو ما يجعلها مثار نقاش عالمي، ويمنحها طابعًا خاصًا يميزها عن أي بطولة أخرى في عالم التنس الحديث.