![]() | 11540 |
![]() | 10780 |
![]() | 5930 |
![]() | 4830 |
![]() | 4675 |
![]() | 4280 |
![]() | 3690 |
![]() | 3545 |
![]() | 3505 |
![]() | 3280 |
في خطوة غير متوقعة، قرر النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف التاريخي وصاحب 24 لقبًا في بطولات الجراند سلام، الانتقال مع عائلته للعيش في اليونان، حيث سجّل أطفاله في مدرسة بريطانية خاصة مرموقة في العاصمة أثينا.
القرار لم يُقرأ فقط من زاوية البحث عن حياة أكثر هدوءًا على ضفاف المتوسط، بل بدا انعكاسًا مباشرًا لتوتر العلاقة بين "الابن المدلل لصربيا" وسلطات بلاده، بعد مواقفه الأخيرة المؤيدة للاحتجاجات الطلابية.
على مدار عقدين، لم يكن ديوكوفيتش مجرد لاعب تنس عالمي، بل تحوّل إلى رمز وطني وسفير لصربيا في كل المحافل.
لكن هذا الرصيد الشعبي بدأ يتآكل منذ أواخر العام الماضي، حين خرج آلاف الطلاب إلى الشوارع بعد حادث مأساوي في نوفي ساد، ورفعوا أصواتهم ضد الفساد المؤسسي.
ديوكوفيتش لم يلتزم الحياد؛ بل أعلن تضامنه مع المتظاهرين برسالة مؤثرة كتب فيها: "أؤمن بعمق بقوة الشباب ورغبتهم في مستقبل أفضل... أصواتهم يجب أن تُسمع".
هذه الكلمات البسيطة كانت كافية لتضعه في مواجهة مفتوحة مع الإعلام الموالي للحكومة، الذي هاجمه ونعته بـ"الوطني الزائف".
لم يتوقف التصعيد عند حدود التصريحات، بل ازداد مع إهداء ديوكوفيتش لقب أستراليا المفتوحة لشاب أصيب في إحدى المظاهرات، وظهوره في بلجراد مرتديًا قميصًا يحمل شعار "الطلاب أبطال".
وسائل الإعلام الحكومية شنّت حملة منظمة ضده، وذهبت إلى حد التشكيك في أحقيته بتمثيل صربيا دوليًا، فيما حاول الرئيس ألكسندر فوتشيتش احتواء الأزمة بالقول إنه "لن يتحدث بالسوء عن نوفاك"، لكن المزاج العام تغيّر بالفعل.
أمام هذا المناخ المشحون، فضّل ديوكوفيتش البحث عن بداية جديدة. فقد انتقلت عائلته إلى ضواحي العاصمة اليونانية، حيث التحق ابنه ستيفان (11 عامًا) وابنته تارا (8 أعوام) بمدرسة سانت لورانس البريطانية الخاصة.
اللاعب شوهد مؤخرًا في نادي كافوري للتنس وهو يتدرب مع ابنه بابتسامة وهدوء لافت، بعيدًا عن ضجيج السياسة والإعلام. وترددت أنباء عن نيته الحصول على "الفيزا الذهبية" اليونانية، بما يعزز انطباع أن أثينا قد تكون موطنه الجديد لما بعد الاعتزال.
خطوة ديوكوفيتش بالابتعاد عن صربيا تمثل منعطفًا في مسيرته، ليس فقط كلاعب بل كرمز وطني.
فبينما يواصل ملاحقة الأرقام القياسية على ملاعب التنس، تبدو علاقته ببلاده الأم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.وبين الرياضة والسياسة، اختار نوفاك ملاذًا هادئًا في أثينا، حيث قد يجد ما فقده في بلجراد: الحرية والسكينة.