
كشف أسطورة التنس الصربي نوفاك دجوكوفيتش عن جانب قلّما يراه الجمهور في عالم الرياضة الحديثة، بعدما تحدث بصراحة عن العروض المالية الضخمة التي رفضها خلال مسيرته، قائلاً: "رفضت الكثير من العروض المالية الضخمة خلال مسيرتي لأنني لا أستطيع أن أمثل شيئًا لا أؤمن به. لا يمكنني ذكر الأسماء… لكن كان من بينها ربما أشهر مشروب في العالم."
هذه الكلمات التي قالها دجوكوفيتش تعكس موقفًا استثنائيًا في زمن أصبحت فيه عقود الرعاية جزءًا أساسيًا من ثروات الرياضيين وتوسّعهم الإعلامي.
العرض الذي أشار إليه دجوكوفيتش يُفهم من سياقه أنه من واحدة من أكبر العلامات التجارية العالمية.
ومع ذلك، اختار النجم الصربي أن يبتعد عن الترويج لمنتج لا يتماشى مع قناعاته الصحية والفكرية.
دجوكوفيتش معروف بأسلوب حياته الصارم: نظام غذائي دقيق، التزام بالتنفس واليوغا، وتركيز على الصحة الذهنية.
لذلك، لم يكن منطقيًا — من وجهة نظره — أن يصبح وجهًا لمنتج لا يتوافق مع قيمه، مهما كانت المغريات.
في عالم يلهث فيه كثير من الرياضيين خلف عقود الإعلانات، يقدّم نوفاك نموذجًا آخر:
الشهرة مسؤولية، والتأثير على الجماهير لا ينبغي أن يناقض قناعة اللاعب.رفضه للعرض لم يكن قرارًا ماليًا، بل كان قرارًا أخلاقيًا وصحيًا، نابعًا من صورة يحرص على الحفاظ عليها أمام الملايين.
خطوة دجوكوفيتش تحمل رسالة واضحة:
أن قيمة الإنسان لا تُقاس بما يوقّعه من عقود، بل بما يلتزم به من مبادئ، وبقدرته على الوقوف أمام الإغراءات الضخمة دون أن يساوم على قناعاته.